الممر الذي لا نهاية له

ArabStories
0








في إحدى ضواحي المدينة، حيث تختلط رائحة الغبار بالذكريات الميتة، يقف مستشفى قديم

مهجور منذ أكثر من ثلاثين سنة. جدرانه المتشققة تهمس بأصوات من الماضي، نوافذه

المغبرة تخفي ظلالًا تتحرك في الظلام.

كان المكان محظور الدخول إليه، لكن الفضول القاتل جعل "سامي" يقرر أن يدخل ليلًا، باحثًا عن

مغامرة… أو ربما عن الحقيقة التي لا يريد أحد سماعها.



🧩 بداية اللعنة:

كان سامي يعمل مصورًا صحفيًا يعشق الأماكن المهجورة.

ذات ليلة، وبعد قراءته مقالًا عن "المستشفى الذي توقفت فيه عقارب الزمن"، قرر أن يخوض

 تجربته الخاصة.

وصل عند منتصف الليل، يحمل كاميرته، وكشافًا صغيرًا، ودفتر ملاحظات.

عندما دَفَع الباب الصدئ ببطء، صدر صوت أنين كأنه صرخة شخص يحتضر.


دخل بخطوات مترددة.

كل شيء في الداخل مغطى بالغبار، الأجهزة الطبية القديمة مائلة، والأسِرّة مكسّرة.

لكن ما لفت نظره كان ممرًا طويلًا يمتد أمامه، لا يرى نهايته مهما سلط الضوء نحوه.



🎞️ الممر الذي لا ينتهي:

تقدّم سامي بخطوات ثابتة.

كل بضع أمتار، كان يسمع صوت خفيف يشبه همسًا خلفه، لكن كلما استدار، لم يجد أحدًا.

كان الحائط يحمل لافتة صدئة كتب عليها بخط متآكل:


“قسم المرضى النفسيين – الطابق السفلي”.


قرر أن يواصل السير، فكل خطوة تقوده إلى أعماق الرعب.

لكن الغريب، أنه كلما تقدم، عاد إلى نفس النقطة… نفس اللافتة، نفس الجدار المشقق، نفس

المصباح المكسور.

ظن في البداية أنه ضاع، فبدأ يضع علامات طبشورية على الجدران… ولكن المفاجأة كانت أن

العلامات تختفي بعد دقائق.



🩸 بداية التوتر:

أخرج كاميرته ليوثق ما يحدث.

التقط صورة للممر، وفجأة لاحظ على الشاشة ظل امرأة تقف في آخر الممر.

تجمدت الدماء في عروقه… لم يكن هناك أحد عندما نظر بعينيه.

رفع الكشاف نحو النهاية، لكن الضوء لم يخترق سوى الضباب الكثيف.


صوت خطوات بطيئة بدأ يقترب.

تاك… تاك… تاك…

تسارعت أنفاسه.

صرخ بصوت مرتعش:

– من هناك؟!


لم يجب أحد.

لكنه شعر بأن الهواء أصبح ثقيلاً، وأن شيئًا ما يراقبه من كل زاوية.



🕰️ حلقة الزمن الملعونة:

حاول سامي العودة من حيث أتى، لكن الطريق خلفه تغيّر!

المدخل اختفى، وكل ما يراه هو نفس الممر المظلم.

بدأ يركض، وركض حتى أنهك.

عندما توقف ليلتقط أنفاسه، وجد نفسه في نفس المكان الأول مرة أخرى!


أمسك رأسه غير مصدق:

– هذا مستحيل… هذا حلم، لازم أفيق!


لكن صدى صوته تردد في الممر عشرات المرات، حتى بدأ يشعر أنه يسمع نفسه من زمن آخر.


ثم رأى شيئًا على الحائط…

كانت هناك كتابة لم تكن موجودة من قبل، مكتوبة بدمٍ جاف:


“لقد دخلت… ولن تخرج.”




💀 الأصوات القادمة من الغرف:

على جانبي الممر كانت هناك غرف كثيرة.

قرر أن يفتح أحد الأبواب لعلّه يجد مخرجًا.

دخل غرفة العمليات القديمة، ووجد أدوات جراحية مغطاة بالصدأ، وعلى السرير بقعة دم كبيرة

لا تزال رطبة!

سمع صوت أنين قادم من زاوية الغرفة، وعندما وجه الكشاف، وجد دمية بلا رأس تتحرك وحدها!


ارتد للخلف وخرج مسرعًا، لكن الباب انغلق خلفه بقوة حتى كاد يخلع كتفه.

ثم سمع من داخل الغرفة صوت ضحك طفل، يهمس باسمه:

– ســـامي… سامي… هل تريد أن تلعب معي؟



🩶 الحقيقة الملعونة:

أدرك سامي أنه في فخ لا مفر منه.

جلس على الأرض يحاول فهم ما يجري.

فتح الكاميرا من جديد ليرى الصور التي التقطها… فوجد فيها شيئًا مرعبًا:

كل صورة للممر تظهره هو نفسه، لكن في أوضاع مختلفة — مرة واقفًا، مرة راكعًا، ومرة نائمًا

على الأرض والدماء تغطي وجهه!


آخر صورة كانت له وهو ينظر إلى الكاميرا مباشرة، رغم أنه لم يلتقطها بعد!

تجمد في مكانه، ثم شعر بيد باردة تلمس كتفه من الخلف.



🕳️ المواجهة:

استدار ببطء، فوجد امرأة ترتدي ثوب ممرضة قديم، وجهها مغطى بضمادات دامية، وعيناها

فارغتان.

قالت بصوت خافت كأن الريح تتكلم من خلالها:

– لا أحد يخرج من الممر…

ثم بدأت تقترب منه بخطوات ثقيلة، وكلما تراجَع، كان الممر يتمدد أكثر.


صرخ سامي بأعلى صوته، وركض محاولًا الفرار.

لكنه فجأة اصطدم بمرآة ضخمة في نهاية الممر.

نظر داخلها فرأى نفسه… لكن النسخة التي في المرآة كانت تبتسم بخبث، ثم مدّت يدها من

الزجاج وسحبته إلى الداخل!



🌫️ النهاية المظلمة:

في اليوم التالي، وصلت فرقة من المستكشفين إلى المستشفى المهجور.

وجدوا الكاميرا الخاصة بسامي ملقاة على الأرض عند مدخل الممر، لكن لم يجدوا له أي أثر.

عندما شغّل أحدهم الكاميرا، وجد آخر تسجيل…

كان الفيديو مظلمًا تمامًا، ثم ظهر فيه صوت سامي يهمس بخوف:

– الممر لا ينتهي… لا تدخلوا… لا تدخـــــــلوا…


ثم صرخ صرخة طويلة وانقطع الصوت.



🕯️ بعد سنوات…

تحول المستشفى إلى أسطورة محلية.

يقول السكان إنهم يسمعون ليلاً صوت خطوات في داخله، وصدى شخص ينادي:


“هل هناك من يسمعني؟!”


ويؤكد بعض من حاولوا الدخول أنهم رأوا رجلاً يشبه سامي، واقفًا في نهاية الممر، يحمل كاميرا

ويبتسم ابتسامة غريبة…

لكن الغريب أنهم جميعًا يقولون إنه يختفي عندما تقترب منه، ويبدأ الممر في التمدد بلا نهاية.



إرسال تعليق

0 تعليقات
إرسال تعليق (0)