مغامر في البيت المهجور: رحلة إلى أعماق الرعب

ArabStories
0

 





في ضواحي مدينة صغيرة تكسوها الأشجار الكثيفة، كان هناك بيت مهجور يثير الرعب في

 نفوس السكان. لا أحد يجرؤ على الاقتراب منه، خاصة بعد حلول الظلام.

كانت القصص حوله كثيرة: أصوات مجهولة تُسمع في الليل، أضواء تومض في النوافذ رغم أنه

 لا كهرباء فيه، وأحيانًا تُرى ظلال تتحرك داخله كأنها لأشخاص يعيشون فيه.


لكن بالنسبة إلى آدم، كل ذلك كان مجرد خرافات.

هو شاب مغامر يعشق استكشاف الأماكن المهجورة، يمتلك قناة على اليوتيوب اسمها

 “رحلات في المجهول”، وكان يبحث دائمًا عن قصص حقيقية عن الرعب والغموض ليجذب بها

 المتابعين.

وفي إحدى الليالي الباردة، قرر أن يدخل البيت الذي يخافه الجميع.



الفصل الأول: بداية المغامرة

وصل إلى المكان قرابة منتصف الليل، يحمل حقيبة فيها كاميرا، مصباح يدوي، وبعض الأدوات

 البسيطة.

كان الضباب يلفّ المكان، والرياح تصدر أصواتًا غريبة وهي تمر بين أغصان الأشجار اليابسة.

توقف أمام البوابة الحديدية التي صدئت مع الزمن، ودفعها ببطء فصرّت بصوتٍ حاد، وكأنها

 تصرخ تحذيرًا له من الدخول.


قال في بث مباشر:


“أصدقائي، ها أنا أمام البيت المهجور الذي يقال إنه مسكون بالأرواح. الليلة سنعرف الحقيقة

 بنفسي.”


دفع الباب الخشبي للبيت، فخرجت منه رائحة عفن خانقة.

كانت الأرضية مغطاة بالغبار والأنقاض، والجدران مليئة بالشروخ، والستائر تتمايل رغم أن

 النوافذ مغلقة.


بدأ يتجول بين الغرف، يصوّر كل زاوية، ويعلّق قائلاً:

“هنا كانت تعيش عائلة اختفت بالكامل عام 1992، ويقال إنهم ماتوا بطريقة غامضة.”

وفجأة، سمع صوت خطوات خفيفة خلفه. التفت بسرعة، لكن لم يجد أحدًا.

ضحك وقال بخفة:

“أكيد الفئران، ما في شي يخوف.”

لكن قلبه بدأ يخفق بسرعة غير معتادة.



الفصل الثاني: الغرفة الحمراء

بينما كان يصعد الدرج، لاحظ ضوءًا أحمر خافتًا يتسلل من أسفل باب في نهاية الممر.

اقترب ببطء، وكلما اقترب، شعر بأن الهواء يزداد برودة.

فتح الباب، فوجد غرفة مليئة بالدمى القديمة. بعضها بلا عيون، وبعضها الآخر يحمل ملامح

 غريبة كأنها مشوّهة.

اقترب من إحداها، فلاحظ أن يدها تتحرك قليلًا.

ابتعد خطوة، وفجأة سمع همسة أنثوية تقول:

“لماذا أتيت؟”

تجمد مكانه، ونبض قلبه يتسارع. التفت، فلم يجد أحدًا.

رفع الكاميرا ليصور، لكن الشاشة أظهرت وجهه مرتين: مرة أمامه، وأخرى خلفه!

أطفأ الكاميرا بسرعة وخرج من الغرفة وهو يتنفس بصعوبة.



الفصل الثالث: الباب السري

في الطابق الأرضي، وبينما كان يتفقد إحدى الخزائن القديمة، لاحظ وجود باب صغير خلفها.

كان مغطى بالتراب والعناكب. دفعه بحذر، فاكتشف ممرًا ضيقًا مظلمًا يقود إلى الأسفل.


أضاء مصباحه ونزل السلالم الحجرية.

كل خطوة كان صداها يتردد كأن هناك من يكررها خلفه.

عندما وصل إلى القاع، وجد قبوًا مظلمًا تملأه الرموز الغريبة على الجدران، ووسطه طاولة عليها

 دفتر قديم مغطى بالغبار.

نفخ عليه الغبار، وقرأ العنوان:

“مذكرات الدكتور نادر.”


فتح الصفحة الأولى، فوجد كلمات غريبة:

“نجحنا في التواصل مع العالم الآخر. الأرواح التي ماتت هنا لم ترحل. علينا أن نُبقيها قريبة.”

بدأت يداه ترتجفان. سمع صوت أنين قادم من الزاوية، فوجه ضوء المصباح نحوها، فرأى

 شخصًا نحيفًا يجلس في الظلام، يحدق فيه دون ملامح واضحة.



الفصل الرابع: عودة الأرواح

تراجع بسرعة إلى الخلف، فاصطدم بالحائط، وسقط الدفتر على الأرض.

في تلك اللحظة، أُغلِق الباب الحديدي للقبو من تلقاء نفسه بقوة، وغرق المكان في الظلام.

أعاد تشغيل المصباح، لكن الضوء كان يومض بطريقة غريبة، وكلما أضاء يرى وجهًا جديدًا

 أمامه ثم يختفي.

سمع همسات متعددة تقول:

“أنت لست الأول… ولن تكون الأخير.”

ركض نحو السلم ليهرب، لكنه لم يجد سوى حائطٍ مغلق مكان الباب!

بدأ يصرخ:


“هل من أحد؟! افتحوا الباب!”


ثم لاحظ أن الرموز على الجدران بدأت تتوهج باللون الأحمر، وتتحرك كأنها كائنات حية.

تجمّد في مكانه من الرعب، وفجأة سمع صوت امرأة خلفه تقول:


“هل تريد أن تراهم؟”


التفت، فرأى امرأة بثوب أبيض وجهها بلا ملامح.

اقتربت منه ببطء حتى لم يبقَ بينهما سوى خطوات قليلة.

رفع الكاميرا وصوّرها، لكن الشاشة أظهرت شيئًا آخر: وجهه هو، ولكن ميت، بعينين مفتوحتين.



الفصل الخامس: اللغز الأخير

بدأ الدفتر على الطاولة يتحرك وحده، وظهرت عليه كلمات جديدة لم تكن هناك من قبل:


“لكي تغادر، عليك أن تُكمل الدائرة.”


بحث بنظره في القبو، فرأى دائرة مرسومة بالدم في الأرض.

اقترب ببطء، وكل خطوة كانت كأنها تثقل عليه أكثر فأكثر.

دخل إلى داخل الدائرة، وفجأة بدأ يسمع أصوات صراخ وضحكات مجنونة.

شعر بشيء يلتف حول قدميه ويشده للأسفل، كأنه يُسحب نحو الأرض.


صرخ بأعلى صوته، وسقطت الكاميرا على الأرض وهي ما زالت تسجل.

آخر ما ظهر في التسجيل كان وجهه المشوّه قبل أن تنطفئ الصورة تمامًا.



الفصل السادس: بعد يومين…

في اليوم الثالث، دخلت الشرطة البيت بعد بلاغ من أحد الجيران قال إنه رأى أضواء تتحرك ليلاً

 داخل البيت المهجور.

لم يجدوا سوى الكاميرا على الأرض، والدفتر مفتوحًا على صفحة جديدة كتب فيها بخط حديث:


“لقد انضم إلينا المغامر... لن يخرج أحد بعده.”


عندما شاهد المحقق التسجيل، توقفت الصورة في آخر لحظة على لقطة غريبة:

المرأة بلا وجه تمسك الكاميرا وتنظر مباشرة إلى العدسة.


ومنذ ذلك اليوم، أصبح كل من يمر أمام البيت يسمع صوتًا يأتي من الداخل يقول:


“هل تجرؤ على الدخول؟”



إرسال تعليق

0 تعليقات
إرسال تعليق (0)