أحجار التي تسقط من السماء أو ما يُعرف بالمذنبات النيزكية والمقذوفات السماوية، لطالما أثارت
فضول البشر وأساطيرهم عبر التاريخ. فقد ربط الإنسان القديم سقوط هذه الأحجار بالظواهر
الخارقة أو رسائل من الآلهة، بينما أثبت العلم الحديث أن لها أسبابًا طبيعية وأثرًا كبيرًا على
الأرض. في هذا المقال، سنتعرف على 7 معلومات مدهشة عن هذه الأحجار وامتناعاتها التي لم
تسمع بها من قبل.
1. ما هي الأحجار السماوية؟
الأحجار السماوية هي كتل صخرية أو معدنية تصل إلى الأرض من الفضاء الخارجي، وغالبًا ما تأتي
على شكل نيازك أو شهب. تتكون هذه الصخور أساسًا من معادن مثل الحديد والنيكل، وأحيانًا
تحتوي على كربون، مما يجعلها تحمل رسائل من تكوين النظام الشمسي المبكر.
تُصنف الأحجار السماوية إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
النيزك الصخري (Stony Meteorites): أكثر شيوعًا ويتكون أساسًا من السيليكات.
النيزك الحديدي (Iron Meteorites): غني بالحديد والنيكل ويتميز بثقله وكثافته العالية.
النيزك المختلط (Stony-Iron Meteorites): مزيج من المعادن الصخرية والمعدنية.
هذه الأنواع تلعب دورًا مهمًا في دراسة تاريخ الأرض والكواكب الأخرى.
2. سرعة سقوط الأحجار السماوية
واحدة من الحقائق المدهشة عن الأحجار السماوية هي سرعتها. عندما تدخل الغلاف الجوي
للأرض، تصل سرعتها أحيانًا إلى أكثر من 70 كيلومترًا في الثانية. بسبب هذه السرعة الهائلة،
يسخن السطح الخارجي للصخرة حتى يلمع، ويظهر كضوء لامع في السماء يُعرف بالشهاب.
ولذلك، فإن معظم الأحجار السماوية التي نراها تتحلل في الجو قبل وصولها إلى سطح الأرض،
ويبقى جزء قليل جدًا منها على شكل نيزك.
3. تأثير الأحجار السماوية على الأرض
الأحجار السماوية ليست مجرد قطع صخرية صغيرة. بعض النيازك الكبيرة يمكن أن تُحدث
انفجارات ضخمة عند الاصطدام بالأرض. أشهر مثال على ذلك هو انفجار تشيليابينسك عام 2013
في روسيا، حيث أدى شهاب نيزكي إلى تحطيم النوافذ وإصابة أكثر من 1500 شخص بسبب
موجة الصدمة.
إضافة إلى ذلك، فقد شكلت هذه الاصطدامات الحفر الكبرى على سطح الأرض، وأثرت على المناخ
وحتى على التطور البيولوجي للكائنات.
4. الأحجار السماوية وأصولها الغريبة
الأحجار التي تسقط من السماء ليست من الأرض نفسها، بل هي بقايا من الكويكبات والمذنبات
التي تدور حول الشمس. بعضها يعود إلى تكوين النظام الشمسي قبل أكثر من 4.5 مليار سنة.
واحدة من الحقائق المدهشة أن بعض النيازك تحتوي على أحماض أمينية، وهي المكونات
الأساسية للحياة، مما يثير التساؤل عن إمكانية نقل الحياة عبر الفضاء.
5. امتناعات وخواص غريبة
الإنسان منذ القدم لاحظ أن بعض الأحجار السماوية تحمل خصائص غريبة:
المغناطيسية: بعض النيازك تحتوي على معادن تجعلها تجذب المعادن الحديدية.
البرودة أو الحرارة: أحيانًا تكون هذه الأحجار باردة جدًا عند اللمس أو تحتفظ بحرارتها بعد الانفجار.
أثر الضوء: يُقال أن بعض النيازك تبعث بريقًا خاصًا بعد سقوطها، وهو سبب انتشار الأساطير
حولها.
بعض الثقافات القديمة كانت تعتقد أن هذه الأحجار تحمل قوى حماية أو شفاء، وقد كانت
تُستخدم كتعويذات أو رموز مقدسة.
6. أشهر النيازك في التاريخ
عبر التاريخ، سقطت العديد من الأحجار السماوية التي أثارت دهشة البشر:
نيزك هوبا في ناميبيا: أكبر نيزك حديدي معروف، يزن أكثر من 60 طنًا.
نيزك موهجاميك في الهند: أثره على الثقافة الهندية كان كبيرًا، ويعتبر مقدسًا لدى بعض
المجتمعات.
انفجار تشيليابينسك: مثال حديث على قوة النيازك ومدى تأثيرها على المجتمع الحديث.
دراسة هذه النيازك تساعد العلماء على فهم تكوين الأرض والنظام الشمسي، وتُعد من أهم
المصادر البحثية في علم الفلك.
7. كيف يمكن التعرف على الأحجار السماوية؟
لكل من يهتم بجمع النيازك أو دراستها، هناك علامات تساعد على التمييز بينها وبين الصخور
العادية:
الوزن والكثافة العالية مقارنة بالصخور الأرضية.
وجود مكونات معدنية مثل الحديد والنيكل.
سطح أملس داكن نتيجة الاحتكاك بالغلاف الجوي.
خلوها من فقاعات الهواء التي توجد غالبًا في الصخور الأرضية.
كما ينصح الباحثون باستخدام أجهزة تحليل المعادن لتأكيد أصل الحجر، لأن بعض الأحجار الأرضية
قد تشبه النيازك في المظهر الخارجي.
الأحجار التي تسقط من السماء ليست مجرد ظاهرة طبيعية، بل هي قصة كونية تروي لنا تاريخ
النظام الشمسي وربما أصل الحياة نفسها. من السرعة الهائلة التي تدخل بها الغلاف الجوي، إلى
الخواص الغريبة والامتناعات التي تحملها، كل حجر سماوي يحمل سرًا ينتظر من يكتشفه.
الفضول البشري تجاه هذه الأحجار سيستمر دائمًا، وسنظل نحلم بمعرفة المزيد عن الكواكب
والنجوم وكيفية تواصلها مع كوكبنا. فكل نيزك يسقط يحمل رسالة من السماء، وربما دعوة للتأمل
في عظمة الكون.

.png)
